dimanche 17 novembre 2013

التعليم، والطبابة، والعدالة، نعمة أم نقمة



“إنمـا الأمـم الأخلاق مـا بقيـت                فإن هم ذهبت أخلاقـهم ذهبــواً”
أحمد شوقي

التعليم، والطبابة، والعدالة ليست القمصان التي ُتغير مع الفصول، أو مواضع للحراك السياسي ولكن ينبغي بالتأكيد أن تكون مجالات تسود فيها الأخلاق والقيم أكثر من أي مجالات أخرى. لأنها ركائز لبناء دولة قوية وديمقراطية وأيضا أساس التقدم أو الانحطاط في أي بلد ما.
 ولا يقتصر تعريف هذه الميدان على معناه الضيق بل الشمولي.  فلا ينبغي أن نختزل التعليم في دور المعلم فقط، والطبابة في دور الطبيب، والعدالة في دور القاضي. بل نأخذ بعين الاعتبار جميع أولئك الذين يعملون ضمن نطاق ذلك الاختصاص. على سبيل المثال، فالطبابة تشمل: الطبيب، وطبيب الأسنان، والصيدلي، وفني المختبر، والممرض، وتقني المعدات الطبية، وإداري المستشفى
...
قال الكاتب الفرنسي فرانسوا رابليه: " العلم بدون ضمير ليس إلا خراب لروح " في حالتنا هاته، فالتعليم والطبابة والعدالة دون أخلاق وقيم سيؤدون حتما إلى خراب روح الشعب والوطن.
إن الفاعلين في مجال التعليم لهم مهنة نبيلة وصعبة وأجورهم نسبيا منخفضة. ولكن عطاءات عملهم، نظرا لحساسيتها، قذ تكون لها عواقب وخيمة أو حسنة علي مستقبل ليس فقط الأفراد ولكن أيضا البلاد.
 عندما يعطي رجال التعليم مثالا سيئا في الأخلاق والقيم والإنصاف والنزاهة في أفعالهم ونكران الذات في عملهم، فجيل متدربيهم يتشبع من تلك العيوب جميعها. وإثر ذلك، فإن البلاد ترث جيلا من الطبقة الشغيلة غير مؤهل للعمل وقليلا ما يتحلى بسلوك يحترم معايير وقواعد العيش معاً وهذه هي الطامة الكبرى. خلاف لذلك، عندما يتحلى المربون بالضمائر الحية والأخلاق النبيلة، المفترضة فيهم، فسينعم المغرب بأطر معتبرة. وهذه الفئة الاخيرة من المدربين ليست نادرة في مدارسنا ومعاهدنا.
عندما يذهب شخصاً ما إلى المستشفى ويتلقى الاستقبال والرعاية والخدمات المطلوبة، فهي نعمة، ولكن عندما يجد نفسه أمام عدم الكفاءة والرشوة والمحسوبية والاوساخ وسوء المعاملة ... فإنها كارثة عظمي. وفي نفس الوقت هي خسارة محتملة في الأموال وفي أوقات العمل للمرضى وللدولة.
إن المتقاضين يكونون سعداء بحصولهم عن طريق المحاكم بحقوقهم المسلوبة من قبل الآخرين. وعكس ذلك، عندما يواجهون عدم الكفاءة والظلم ولمبالات من جانب القضاة أو المحامين أو المدعين العامين أو كتبة المحاكم أو ضباط الشرطة القضائية، أو حراس السجون ...  تفقد الثقة في النظام القضائي، وبالتالي فالمغرب يفقد جاذبيته أمام المستثمرين واقتصاده سيعاني من ذلك السلوك.
الاكتفاء بالأعمال الرديئة والتساهل في عدم التحلي بالقيم العليا والأخلاق النبيلة في التعليم والطبابة والعدالة هي عقبة كبيرة أمام تطور ومستقبل البلاد. ولهذا السبب فأن اللعبة السياسية يجب عليها كيفما كان الحال عدم اتخاذ هذه الدعائم الرئيسية، في حياة المواطنين والبلد، رهائن سياسية.
 في الواقع، في هذه الميادين، يجب تجنب المزيدات السياسية وجعلها بذل ذلك أرضية للوفاق ولتركيز الجهود في سبيل المصلحة العليا للبلد.
يحق لنا أن نسعى من أجل تجنب المغرب جميع الآثار السلبية المحتملة لسلوكيات المشينة في التعليم والطب والعدالة والاستفادة خاصتاً من مزايا هذه الميادين، فإنه بالتأكيد يجب تطبيق قواعد الحكامة بحذافيرها.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire