jeudi 12 septembre 2013

في المغرب الاختيار بين الأصول العربية أو البربرية هو أمر صعب


أصول بربرية أم عربية

في يوم ما حضرت نقاشاً حاداً بين شخصين حول أصولهم. كان واحداً منهم فخوراً جداً كونه عربياً والآخر كان أكثر اعتزازاً بكونه بربرياً. ولم تكن الحجج قليلة عند الطرفين.
 تعبت من الاستماع لمناقشة عقيمة وغير علمية، تستند على حجج واهية وأحكام مسبقة بعيدة كل البعد عن المنطق. فقررت التدخل عن طريق طرح سؤال.

فقلت للذي يدعي أنه عربياً من أي منطقة من المغرب تنحدر أنت؟ وكان الجواب: أنا من قبيلة دكالة. كم كانت دهشته عندما قلت له: تاريخيا، قبائل دكالة والشياظمة وعبدة والشاوية ... هي قبائل بربرية مستعربة وتبنت تقاليد العرب ولغتهم.

أما الشخص الآخر فكان اسمه العائلي " أعراب " بمعنى " العربي" في اللهجة البربرية. وأوضحت له أن في جميع أنحاء المغرب عندما يأتي شخص من منطقة أخرى أو بلد آخر يتم نعته بصفة تدل على أصوله. وهكذا نجد أسماء المكناسي كونه من مدينة مكناس الورززي كونه من مدينة ورززات، والعراقي من بلد العراق، وبالتالي فقد رحل أسلافه الي قبيلته البربرية وبمأنهم يتكلموا العربية فقط حصلوا على لقب " أعراب ". فمنطقيا إذن، فهو من أصل عربي.

الاثنين قبلا بمنطق التاريخ وأدركا ضياع الوقت في مناقشات لا طائل منها.

تبين هذه القصة أن الاختيار في المغرب بين الأصول العربية أو البربرية هو أمر صعب. إذا أراد أحد أن يستخدم اختبار الحمض النووي لمعرفة نسبه، فستكون له هناك بالتأكيد بعض المفاجآت. وحتى مع هذه الاختبار، لا تزال هنالك إشكالية عويصة. ما هي النسبة المئوية في الأوردة من تدفق الدم العربي أو البربري يصنف على إثرها الشخص بربرياً أو عربياً أو نسب أخر.

ليس مستبعدا أن يفرز الاختبار دماً أخر. فمن المعلوم أن طوال تاريخه، وصول الي المغرب، بالإضافة إلى العرب، بيزنطيون، ونداليون، رومانيون، أفاريق سود وغيرهم.

المغربي الحقيقي لا ينكر لا بربريته ولا عروبته هو كلاهما في وقت واحد. ويقول في نفسه إذا تدفق دم هذا الصنف في عروقي فحضارة وثقافة النسب الآخر هي في أعماق أحشائي

. فلنتمعن في هذه الحقائق بكل موضوعية ولنسعي لما فيه خيرٌ للبلاد والعباد.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire